سفينة النجاه
31-07-2002, 12:03
قالت .. تعال أستمع لقصة تهز الكيان..وتبكي العيون..قصة إنسان رائع بل ملاك بريء .... فأقبلت أليها بقلب متلهف متشوق لسماع القصة .. فقلت تفضلي من هو ذلك الإنسان الرائع ؟؟ قالت هو إنسان من مدرستي هذه .. فقلت من ؟؟ قالت طفلة عمرها 8 سنين .. فأهتز قلبي سخرية وقلت في نفسي "نادتني فجئت متلهفا لتحدثني فإذا بها تحدثني عن طفلة عمرها 8 سنين تصفها بأنها إنسان رائع ..عجبا طفلة مثل هذه هل تعرف من الحياة إلا اللعب والحلوى !!! ولكني سأسمع للنهاية " ...
فقلت لها أكملي ... قالت ترتدي الحجاب والجلباب هل تصدق ؟! ..فعاد قلبي وأهتز مرة أخرى سخرية من كلامها وقلت في نفسي "طفلة ترتدي الحجاب والجلباب في المدرسة ، ولكـن ما أن تعود للبيت ستخلع هذه الثياب وترتدي ثياب الأطفال الملونة القصيرة ،كما أنها لا تعي معنى الحجاب والجلباب وربما تلبسه لعبا او تقليدا لمن تحب ، فأين الروعة لغاية ألان !!! ولكني سأسمع للنهاية " ... فقلت لها أكملي ...
قالت هل تصدق إنها ترفض خلع الحجاب والجلباب في حصة التربية الرياضية وارتداء بدلة الرياضة فتحرم نفسها من الاستمتاع باللعب مثل الأطفال وتقول بقناعة غريبة مدهشة " أنا لا أخلع الحجاب والجلباب أبدا لأن ذلك حرام لا يرضي الله سبحانه " ...
فأهتز قلبي حينها ... ودمعة عيني بل وشل عقلي عن التفكير ، ما عدت أسمع ولا أرى وكأني صعقت ،مرت ثواني فعدت لوعي وقلت أكملي، أكملي أرجوك ...قالت من أسبوع مضى أقامت المدرسة احتفالا لأطفال المدرسة ،فطلبنا منها أن تشارك في فقرة من الاحتفال ففرحت فرحا كبيرا ..ولكن عندما أخبرناها أن عليها أن ترتدي الزي الموحد للحفلة "وهو لباس محتشم" رفضت وقالت لن اخلع الحجاب والجلباب لا أريد .......وفشلت كل محاولاتنا معها ..فما رأيك .. ؟ خيم الصمت في نفسي ..فوجدت جسدي يرتعش وعيني تدمع ..وشعرت بشعور لم أشعر بمثله في حياتي .. شعور متناقض، فرح وحزن ،ابتسامة ودموع ،تقديرا وحسرة ..نعم فرح على فتاة في عمر الزهور 8 سنين لم تضيع الحجاب والجلباب وبقناعة منها فهيا لم تخلعه بعيدا عن البيت رغم أن أهلها لم يروها ولكن "رب أهلها يراها" لم تخلعه تعظيما لحب الله في قلبها ..وحزن على فتيات عاقلات راشدات متعلمات يكرهن الحجاب ويعتبرهن تخلف وقيد ،وأخريات يلبسنه إذا خرجن من البيت ،أما في البيت وفوق سطح المنزل وأمام هذا وذاك فلا ...!!! نعم شعور متناقض فبسمة تفرح قلب كل مؤمن لأنه لم يزل هناك من يحفظ الله سبحانه في نفسه ويعظمه وهو طفل ..ودمعة على كبار في العمر ما عرفوا عظمة الله فهجروا الحجاب والجلباب إلى لباس الغرب الكافر.... فنادتني أين ذهبت ؟ فقلت نعم أكملي هل بقي من كلامك شيء ..قالت نعم سأخبرك عن أخر قصة سمعتها منها ..قلت نعم ،نعم .... قالت بعد عطلة العيد رأيتها فأسالتها "ماذا فعلتي في عطلة العيد ؟؟؟" فأجابت "حفظت سورة البقرة " أسمعت لقد حفظت سورة البقرة ...فقلت لها أرجوك كفى لا تكملي وهربت بعيدا في طيات نفسي أفتش عن إنسان فما وجدت في نفسي معنى الإنسان عندما عرفت أن هذه الطفلة هي معنى الإنسان الحقيقي ,,,
أي صدمة تلك ،طفلة في الوقت الذي ينتظر الأطفال فيه قدوم العيد ليفرحوا ويلعبوا تجدها تحفظ سورة البقرة، أي اعجوبة هذه ...
فإلى كل من سمع أو قرأ هذه الكلمات أناديك أن تعيد قرأتها مرة أخرى فهي قصة حقيقة لطفلة مسلمة أقرأها وتعلم من تلك الطفلة وتعلم من أبويها كيف تكون الأمانة في التربية لتحرص أن يكون أبناءك مثل طفلتنا هذه فالتربية أمانة ستسأل عنها وأنت بين يدي العزيز الجبار ،فهل أديت الأمانة حقا ؟؟ أم هل ضيعتها ؟؟؟...
وأنت أختي التي ضيعتي الحجاب والجلباب هل سمعتي كلمات بنت 8 سنين ؟؟؟
سأترك القلب الحي والعقل الكبير الذي قرا كلماتي هذه يختار نهايتها ولن أكتبها أنا ..
قال تعالى
" فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج: من الآية46